كتب الصحفي ربيع صبري، في حسابه على منصة “فيسبوك”:

ها هو المعلم طه حسن، يَفي بوعده الذي قطعه لي أثناء إجرائي معه مقابلة صحفية برفقة أحد الزملاء قبل قرابة ثمانية أشهر، وهو في قسم الرقود بمستشفى الثورة العام بتعز. وأثناء حديثنا سألته: ماذا سيفعل بعد خروجه من المشفى؟ فأجاب عَلَيَّ قائلاً: “صحيح أنني الآن لن أستطيع العودة للجبهة، لكنني تفرغت لطلابي، سأعود لبذل الجهد وتسخير كل طاقتي لتعليمهم، فهم أمل نجاة هذا الوطن”. عجبتُ لإجابته، بطلٌ كأنه من أساطير الروايات. حتى بعد أن فقد قَدَمَيْهِ وجزءًا من يده وإحدى عينيه في سبيل الدفاع عن الوطن، لم ييأس ويستسلم أو يتوقف عن العطاء وتقديم التضحيات. لم تَبقَ له قدرةٌ لحمل السلاح والدفاع عن الوطن، إلا أنه ظل متمسكًا به وسيحميه بالحرف والكلمة.. بالعلم، بِالطَّبشور.

اعتبر المعلم طه خسارته أجزاءً من جسده مكسبًا، ولم يتوقف عن التضحية والعطاء في سبيل الحفاظ على اليمن وبنائه. “الإنسان الذي لا يستفيد من محنته، غبيٌّ. قد خسرتُ قَدَمَيَّ ويدي وعيني.. لكنني ربحتُ الوقت، لم أعد أتنقل، وهذا يعني أنني سأقرأ وأراجع كل ما قرأته سابقًا. وكأن الله يقول لي: (أرح قدميك، وشغّل عقلك)”.

كم هو عظيم هذا المعلم، الذي أثبت لنا أن المعلمين ليسوا مجرد وسيلة نقل للعلم ما بين المنهج والتلميذ، بل جوهر العلم وأساس بقاء المجتمعات وتقدمها، لِنُوقِنَ أن لا عطاء يعلو على عطاء المعلم، ولا وطنَ يبقى بدونه.

أثبت لنا المعلم طه حسن أن الطبشور أداةٌ تدافع عن الأوطان وتبني مستقبلها، وأن الحرف رصاصة، والكلمة بندقية، والجملة قنبلة، والدرس جيشٌ يحمي ويبني.

المعلم المقاتل تعظيم سلام له.

شاركها.

اترك ردإلغاء الرد

Exit mobile version