
أصدر مركز المخا للدراسات الاستراتيجية، ورقة تحليلية حديثة، تشير إلى أن مناطق سيطرة الحوثيين تواجه أزمات معيشية وخدمية حادة، فيما تصاعد السخط الشعبي يعكس فشل الجماعة في تحسين حياة المواطنين منذ سيطرتها، إضافة إلى ضغوط اقتصادية بعد خطوات الحكومة الشرعية لضبط التحويلات والمنافذ.
وأوضحت الورقة، أن نقل بعض المنظمات الدولية لمراكزها من صنعاء إلى عدن وتعليق برامجها الإنسانية عزز من عزلة الحوثيين وقلص قدرتهم على استغلال المساعدات لدعم مواقعهم العسكرية، ما أثر سلبًا على شعبيتهم الداخلية.
وعلى الصعيد السياسي، تصاعدت الخلافات مع المؤتمر الشعبي العام في صنعاء، ووصلت إلى اعتقال قيادات الحزب ومنع احتفالاته، ما أدى إلى تجميد نشاطه، في مؤشر على ضعف الحوثيين سياسيًا وشعبيًا.
كما تعاني الجماعة من نزيف قيادي بعد استهداف الضربات الجوية للقيادات السياسية والعسكرية، ما تسبب في ارتباك داخلي وتخبط في إدارة العمليات الميدانية وردود الأفعال تجاه الداخل والخارج.
وأضافت الورقة أن الحملات المستمرة للاعتقال داخل صفوف الجماعة وانشقاقات بعض الضباط تعكس تفككًا في بنيتها العسكرية والسياسية، في حين أن تصعيد الحوثيين خطاب الحرب تجاه السعودية يُعتبر محاولة للهروب من أزماتهم الداخلية وإخفاء ضعفهم أمام الشعب والتحالفات الميدانية والسياسية.
واختتمت الورقة بأن الحوثيين يواجهون أزمات مزدوجة: ضغط داخلي وعزلة شعبية وسياسية، مع نزيف قيادي وتفكك في التحالفات العسكرية والسياسية، في وقت يحاولون فيه استخدام التصعيد العسكري كوسيلة لتجاوز أزماتهم.

