إبراهيم الجبري:
لم يكن العميد الركن عدنان الحمادي مجرد قائد عسكري؛ كان استثناءً نادراً في زمن اختلطت فيه المواقف وتداخلت فيه الولاءات.. رجل شرف بدلته العسكرية بالالتزام والانضباط، وقاد بالفطرة قبل أن يقود بالرتبة، ثابتاً على مبدأ ،ومنتمياً للأرض والناس والجمهورية.
أتذكر الأيام الأولى لسقوط اللواء 35 مدرع، حين دخل منزلي ربما بعد اسبوع من سقوط اللواء كأحد ضباط اللواء يعرف باسم أبو البن، دون أن أعرف حينها أنني أمام القائد ذاته. ومع مرور الأيام، كشف نقاشه العميق في التاريخ ، وعن الدولة المدنية ومخرجات الحوار الوطني أنني أمام شخصية غير عادية، ضابط استثنائي يفكر بمستقبل وطن لا بحدود معركة.
وحين أخبرني أخيراً بأنه العميد عدنان الحمادي، أدركت أن هذا الرجل الذي تنقّل بين البيوت وعاد إلى منزلي ربما مرتين او ثلاث، يحمل هم وطن بأكمله، ويقود من الميدان لا من المكاتب.
خسر الوطن برحيله آخر قلاع الجمهورية واحد أحلام الدولة …
الشهيد عدنان الحمادي كان يقول دائماً:
“ســـلاحنا لن يُرفع إلا في وجه الكهنوت الحوثي، مهما اختلف رفاق الســلاح.”
للشهيد عدنان قصص لا تُنسى في ليالي المقاومة، وتفاصيل تضيء بدايات النضال؛ قائد صلب، أبٌ قريب من الجميع، ورمزٌ ترك أثراً لا يمحى.
رحم الله القائد الاستثنائي،
ورحم الله كل من حمل راية الجمهورية بصدق وإخلاص.

